الخطوة النهائية*
بقلم : علاء محمود
بقلم : علاء محمود
طفت السحب الركامية الداكنة فوق زئير الرياح القارصة ، وأشتركا معا في صنع عاصفة
رعدية هوجاء ، تتغلل داخل الأجساد لتمنحها؛ كم وافر من القشعريرة .
وسرعان ما تمزق الكون عن هزيم مدوي للرعد . تعقبه بعد هنيهة شبكة متعرجة
من البرق المشحون بالكهرباء الإستاتيكية ، ليتساقط المطر مدرارا مغرقا
الطرقات ، بحباته التي أخذ تتواصل مع شقيقاتها في رسم قنوات مائية متعكرة بالأتربة .
تأمل ( أحمد ) قطرات المطر، وهي تسيل على واجهة النافذة الزجاجية ،
كعروق بلورية شفافة ،ثم ألتفت إلى صديقه ( عمرو)، الذي جلس مرتجفا يحاول أن يلملم أطراف سترته ،علها تهبه إحساس غائب بالدفء.وقال:
- هل أتخذت قرارك النهائي ؟
أجابه ( عمرو ) وهو يصتك من البرد :
- نعم .
مط ( أحمد ) شفتيه ، قائلا :
- ألا تعطي لنفسك برهة للتفكير ؟
صمت (عمرو) مفكرا في إيجاد أي مخرج ، ثم أشعل سيجارته بتوتر ونفث دخانها إلى غياهب المجهول و أبتسم في أسى ، وهو يجيب :
- نعم .. فليس أمامي حل آخر .
ألتمع البرق على صدغ ( أحمد) الأيسر ، وهو يقول :
- ولكنك بهذا قد تتسبب في مصرعه !
هتف ( عمرو ) بعصبية :
- هل لديك حل بديل ؟
تراجع ( أحمد ) مستنكرا :
- أنت تعلم اني لا أستطيع إسداء النصح لك ، فهذا مخالف للقواعد .
عض ( عمرو ) على نواجزه ، قائلا في آسى :
- أعلم .. ويؤسفني أن تأتي النهاية بهذه الطريقة .
وأعقب قوله بحركة شديدة العصبية ، وهو يدفع شيئا أمامه على المائدة .
جلس ( أحمد ) قبالته وهو يبتسم في ظفر ، قائلا :
- كش .. مات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* فازت بالنشر في كتاب نيسابا3 الصادر عن دايموند بوك ، وتم نشرها على موقع بص وطل تحت إسم النهاية .
السلام عليكم
ردحذفالقصة جميلة
يا ترى انا مين؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ردحذفأكيد أكيد .. صديق
صح؟