الجمعة، 16 يناير 2009

الخطوة النهائية .. قصة قصيرة


الخطوة النهائية*
بقلم : علاء محمود


طفت السحب الركامية الداكنة فوق زئير الرياح القارصة ، وأشتركا معا في صنع عاصفة
رعدية هوجاء ، تتغلل داخل الأجساد لتمنحها؛ كم وافر من القشعريرة .
وسرعان ما تمزق الكون عن هزيم مدوي للرعد . تعقبه بعد هنيهة شبكة متعرجة
من البرق المشحون بالكهرباء الإستاتيكية ، ليتساقط المطر مدرارا مغرقا
الطرقات ، بحباته التي أخذ تتواصل مع شقيقاتها في رسم قنوات مائية متعكرة بالأتربة .

تأمل ( أحمد ) قطرات المطر، وهي تسيل على واجهة النافذة الزجاجية ،
كعروق بلورية شفافة ،ثم ألتفت إلى صديقه ( عمرو)، الذي جلس مرتجفا يحاول أن يلملم أطراف سترته ،علها تهبه إحساس غائب بالدفء.وقال:
- هل أتخذت قرارك النهائي ؟

أجابه ( عمرو ) وهو يصتك من البرد :
- نعم .

مط ( أحمد ) شفتيه ، قائلا :
- ألا تعطي لنفسك برهة للتفكير ؟

صمت (عمرو) مفكرا في إيجاد أي مخرج ، ثم أشعل سيجارته بتوتر ونفث دخانها إلى غياهب المجهول و أبتسم في أسى ، وهو يجيب :
- نعم .. فليس أمامي حل آخر .

ألتمع البرق على صدغ ( أحمد) الأيسر ، وهو يقول :
- ولكنك بهذا قد تتسبب في مصرعه !

هتف ( عمرو ) بعصبية :
- هل لديك حل بديل ؟

تراجع ( أحمد ) مستنكرا :
- أنت تعلم اني لا أستطيع إسداء النصح لك ، فهذا مخالف للقواعد .

عض ( عمرو ) على نواجزه ، قائلا في آسى :
- أعلم .. ويؤسفني أن تأتي النهاية بهذه الطريقة .
وأعقب قوله بحركة شديدة العصبية ، وهو يدفع شيئا أمامه على المائدة .

جلس ( أحمد ) قبالته وهو يبتسم في ظفر ، قائلا :
- كش .. مات .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* فازت بالنشر في كتاب نيسابا3 الصادر عن دايموند بوك ، وتم نشرها على موقع بص وطل تحت إسم النهاية .


هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    القصة جميلة
    يا ترى انا مين؟؟

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أكيد أكيد .. صديق

    صح؟

    ردحذف